وكالة أنباء الشعر \ الجزائر \ آمال قوراية
نفى وزير الثقافة المصري السابق جابر عصفور تهم السرقات الفكرية التي لاحقت الشاعر أدونيس مؤخرا وقال إنه " لا يمكن لقامة مثل أدونيس أن تسرق فكرا" كما كشف عن الأسباب التي جعلته يستقيل من منصب وزارة الثقافة، وفي حديثه عن أدب الثورة اعتبر عصفور أن الشباب كتبوا الجملة الأولى منه والباقي لم يأت بعد... جاء ذلك في حوار أجرته وكالة أنباء الشعر.. وأدناه نص الحوار..
-هل تعتقد أن الشعوب العربية سوف تتقبل المشروع التنويري الذي طرحته حتى بعد قبولك لمنصب وزير الثقافة والذي استقلت منه بعد ذلك ؟
قبولي لمنصب وزاري مجرد خدعة تعرضت لها وأقولها بصراحة هي خدعة ندمت على الوقوع فيها، ولن أجد أعذارا لتبرير خطأ ارتكبته، ولم أجد ما يقنعني أو ما يقنع الناس بأن أغفر لنفسي رغم أن لدي مبرراتي، لذلك أعتبره خطأ وقعت فيه، أما المشروع التنويري فيستند بالأساس إلى العقل وهو موجود وقائم على مبادئ، يحتاجها العالم العربي، وهو الاحتكام إلى العقل، والإيمان بالمذهب العلمي، وما يتبع ذلك من بناء لدولة حديثة قائمة على الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، وهي أسس عادلة، ولأن هذا المشروع عقلي فلا يوجد فيه سلطات مقدسة
-شاركت في لجان تحكيم عدة مسابقات أدبية، كيف تقيم مستويات التجارب الشعرية؟
لا أنكر أنني وجدت تجارب مميزة، ولكن أتوقف لأضع نقطة، فلا أستطيع أن أقول إن في الأجيال القادمة موهبة ضخمة تستطيع أن تؤسس تيارا كما أسسه محمود درويش مثلا، وصلاح عبد الصبور وغيرهم، فلسنا في زمن الشاعر الكبير ، الزمن الذي يمكن أن يخرج منه نزار قباني أو غيره، أعتقد أننا في زمن الرواية الذي يخرج روائيين رائعين، على الأقل على المدى القصير، فمثلا عندما أصدر صلاح عبد الصبور"ناس في بلادي" أحدث ثورة، الآن هناك دواوين تصدر لكن ليس لها نفس الأثر القديم، لم نعد في زمن الشعر .
-ما رأيك بالتجارب الشعرية النسوية؟
لا يختلف الأمر كثيرا عما قلته سابقا، مع أن هناك تجارب نسوية قوية وحتى لا أذكر اسما وأترك آخر، فسأقول فقط إن هناك تجارب صنعت لنفسها وجودا.
-لاحقت أدونيس تهم سرقات فكرية مؤخرا، هل تعتقد أنه يسرق أفكار الغرب كما ذكر جهاد فاضل ؟
ما أسهل الاتهام، فالبيّنة على من ادعى لكن أن نطلق أحكاما بتعميم فلا منطق في ذلك ، ولا يمكن لقامة مثل أدونيس أن تفعل هذا، هل يعقل أن يبنى كل هذا المجد الذي صنعه بالسرقة؟ ، فأدونيس يظل موهبة فريدة وإن تأثر بعدد أكبر أو أقل من الكتاب الغربيين.فلا يوجد شخصية مثقفة لم تتأثر بأحد.
-وماذا عن مشروعه التنويري؟
في العموم مشروعه جيد ولكن هناك بعض النقاط التي أرى فيها بعض الخلاف بيننا وهي تتعلق بالبناء ربما، وبمنهجه المختلف لأنه يميل إلى الفكر الغربي.
-ماهية قراءتك للثورات العربية؟
من أطلق عليها ربيع الثورات العربية صادق جدا، لأنها فعلا حققت تغييرا حتى وان كان فقط لبعض الدول العربية، ولكن العبرة في النتيجة هل تستطيع هذه الدول أن تبنى دولة حديثة ديمقراطية ؟ وهذا لم يتحقق بعد..
-وما محل أدب الثورة في كل ذلك؟
طبعا الأديب يشعر بدافع للكتابة وسط هذه الظروف، والدافع هنا محترم جدا، لكن السؤال هل يمكن لهذا الدافع أن ينتج أعمالا خالدة، قرأت بعض الروايات والقصائد التي هزتني ولكن هل ستظل تهزني و تهز ابني من بعدي. في شعر العامية مثلا أجد أن عبد الرحمن الأبنودي كان صادقا في ديوانه " عيون الوطن " وكانت قصائده أحسن من قصائد الفصحى، لكن أن نقول مثلا إن هشام الجخ شاعر ؟ فلا...لا يمكن اعتباره كذلك مطلقا ، أما في الرواية فهناك " جناح الفراشة " لمحمد سلماوي والتي أعتبر أنها معبرة عن الراهن المصري.
-ماهي الأسماء الروائية التي تستفز الدكتور جابر عصفور لقراءة أعمالها؟
هناك الكثير من الأسماء مثلا في الجزائر الروائي واسيني الأعرج الذي شكل لنفسه تيارا متميزا، وفي ليبيا أذكر إبراهيم الكوني و في المغرب هناك أكثر من اسم وفي مصر هناك أصوات روائية من الجيل الحالي.
-كلمة أخيرة؟
أقول إن الشعر العربي الآن يمر بمرحلة صعبة وعليه أن يستعيد جمهوره، وعلى الشاعر أن يبحث عن وسائل أخرى من أجل أن يعرف به و يجدد اقترابه من جمهوره، ,وأعتقد أن الوكالة أقرب إلى الشاعر والجمهور معا لأنها الوسيلة الحديثة التي تعمل من أجل ان يستعيد الشعر مكانته.
الحوار نشر بوكالة أنباء الشعر بتاريخ:
الجمعة, 2011.10.07 (GMT+3)
الحوار نشر بوكالة أنباء الشعر بتاريخ:
الجمعة, 2011.10.07 (GMT+3)