ما كان منها إلا فعل ما تستطيع عمله, و هو البكاء المر فى وحدتها الأزلية, بعد ما حل بها من تمزق– حين أحست بالسوس المتوحش ينخر فى عمق جدورها المثبتة بعمق فى الأرض, وفروعها الباسقة المتطلعة إلى السماء بالزهر الأبيض و ثمار الحب, يخنقها دخان الفُرقة – يحتبس الصوت. يتحول دمعها إلى شلال هادر, يصب بكل شوارع المدينة, فيغرقها و يزداد نزفها دماء بطعم العشق , وحنينا بنكهة الجرح – فتئن أنينا مكتوما؛ فيجف البحر تخرج سمكات القرش على الشاطىء تلتهم الحلم – تمنعها الأنثى الأزلية فتنهش كبريائها, وتحاول نزع الثوب الأسطورى عنها – لتبدوا سوأتها – فيزداد الوجع – تصرخ:
– حى على الحياء – حى على الحياة
فتفتح عينيها فَزِعَة , تنتظر البركان الثائر ليمحو أثر الكابوس.
****
هناء جوده
المحلة الكبرى - جمهورية مصر العربية
التصنيف :